التغيير يجعل معظم الناس غير مرتاحين، وعندما يكون هذا التغيير في مكان عملك ويهدد مصدر رزقك، يمكن أن يصبح هذا القلق خوفًا يائسًا، وقد يؤثر بشكل كبير على حياتك المهنية إذا سمحت بذلك، كما يمكن أن تُحدث استجابتك فرقًا كبيرًا في التأثيرات طويلة المدى. تعرف على كيفية الاستجابة بفعالية عندما يمر صاحب العمل بمرحلة انتقالية كبيرة، مثل الانتقال إلى فريق الإدارة العليا.
ما التغييرات التي قد تحدث؟
تحدث التغييرات في فرق الإدارة العليا للمؤسسات طوال الوقت، وغالبًا ما تكون نتيجة اندماج الكيانات، أو الانقسامات، أو الاستحواذ من قبل شركات الأسهم الخاصة التي تشتري الشركات كاستثمارات.
قد تحدث التغييرات في فريق إدارة الكيان أيضًا لأسباب لا علاقة لها بعمليات الدمج والاستحواذ، وقد تقرر مجالس الإدارة جلب مواهب جديدة لتحل محل الرؤساء التنفيذيين ذوي الأداء الضعيف، أو قد يغادر مدراء المستوى الأعلى بمفردهم، كما يمكن للرؤساء التنفيذيين الجدد، بدورهم، جلب مديرين جدد من المستوى المتوسط والدنيا لمساعدتهم على تغيير الأمور، وبغض النظر عن سبب ذلك، فإن تغيير الإدارة سيغير مكان عملك بطريقة ما.
تأثير التغيير الإداري على مكان عملك
قد يضع فريق إدارة جديد قواعد وإجراءات جديدة، خاصةً إذا تم شراء مؤسستك الصغيرة التي يتم تشغيلها بشكل عرضي من قبل مؤسسة أكبر تعمل بشكل رسمي. على سبيل المثال، قد يضطر الموظفون إلى اتباع إجراءات الاتصال و/ أو طلب إجازة لم تكن موجودة من قبل، بحيث قد تكون القيود المفروضة على الإجازة متساهلة نوعًا ما، ويمكن للأشخاص الذين يديرون شركتك تحديد عدد الأيام المرضية والشخصية التي سيسمحون بها، ربما تم استبدال مديرك القديم المرن إلى حدٍّ ما، والذي لم يهتم بالوقت الذي حضرت فيه طالما عملت ليوم كامل مع مدير صارم يتوقع أن يحضر الجميع في وقت محدد كل يوم.
قد يكون التأثير الذي ستحدثه الإدارة الجديدة على ثقافة الشركة –شخصية المؤسسة القائمة على قيمها والفلسفات الأساسية– دقيقًا أو ملحوظًا تمامًا، وقد يصبح مكان العمل غير الرسمي رسميًّا، أو العكس، وقد يستهجن رئيسك الجديد احتفالات المناسبات والتكريمات الكبيرة التي اعتادت أن تحدث في غرفة الاستراحة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع أو قد يُشجع الحفلات عندما كان لا يسمح رئيسك السابق بذلك، وأيضًا السماح بالزي غير الرسمي في مكان العمل، عكس الثقافة الأولى التي أجبرتك على ارتداء ملابس الزي الرسمي كل يوم.
في حين أن الانتقال من رئيس صارم إلى رئيس أكثر استرخاء أو تساهلًا قد يبدو جيدًا، إلا أنه قد يكون أيضًا مقلقًا.
على الرغم من أن التكيف مع القواعد والإجراءات التي تم تجديدها، وحتى ثقافة الشركة الجديدة قد يكون مزعجًا بعض الشيء، فمن المحتمل أن تكون قادرًا على التكيف معها ببعض الجهد. ومع ذلك، فإن التغييرات الأخرى أقل متعة ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتك المهنية.
عندما تندمج إحدى الشركات مع شركة أخرى أو تستحوذ عليها، سيكون هناك ازدواجية في خطوط الأعمال والإدارات، ولا تحتاج المؤسسة إلى قسمين للمحاسبة والموارد البشرية، وبالتالي سيتم تجاوز بعض الموظفين، مما يؤدي إلى إلغاء خطوط العمل أيضًا إلى تسريح العمال. عندما يأتي قادة جدد إلى شركة ما، يكون هناك تأثير متدفق على أعضاء المنظمة الذين يقدمون تقاريرهم لهم بما في ذلك المديرون من المستوى الأدنى، وقد تجد نفسك يومًا ما تواجه تحديات بسبب تغييرات في مكان العمل، ويكون لرد فعلك على هذه التحولات عواقب وخيمة على حياتك المهنية.
اتبع هذه النصائح والأمور التي يجب تجنبها للتعامل مع التغييرات في مكان عملك التي تحدث عندما تصل الإدارة العليا الجديدة.
نصائح لمواجهة تحديات التغييرات في مكان العمل
كن خبيرًا في التغييرات
كلما زادت معرفتك بما يحدث، ستتمكن من التعامل معه بشكل أفضل. قم بإجراء بحث عن الشركة للتعرف على طبيعة الدمج أو الاستحواذ أو أي شيء آخر هو أصل التغيير الإداري، وإذا كان صاحب العمل كيانًا مملوكًا للعامة، فيجب إتاحة هذه المعلومات للمساهمين، وهذا يعني أنه يجب عليه تقديم المستندات الخاصة به إلى لجنة الأوراق المالية، سيكون من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، العثور على معلومات حول شركة مملوكة للقطاع الخاص، واستشر وسائل الإعلام الأخرى التي تنشر أخبار الأعمال.
تعرف على فريق الإدارة الجديد
احضر أي أحداث قد تعقدها شركتك لتقديم الفريق الجديد للموظفين، وعندما تواجه وجهًا غير مألوف لك في المكتب، ابدأ بالمحادثة معه، واستمر في البحث عبر الإنترنت للتعرف على الموظفين الجدد، بحيث يمكن أن تكون شبكتك المهنية مفيدة أيضًا عند جمع المعلومات حول رؤسائك الجدد.
كن واقعيًّا بشأن التغييرات
الناس -بشكل عام- ينزعجون من التغيير، ولكن من المهم ملاحظة أنه ليست كل التغييرات سيئة ولا كلها جيدة، قد يؤدي بعضها إلى تحسينات وقد تزيد من رضاك الوظيفي، لكن البعض الآخر قد يجعلك تكره الذهاب إلى العمل، فكل ما عليك هو محاولة التعامل مع هذا الانتقال بعقل منفتح، وقد يتطلب فهم بعض التغييرات وقتًا لتعتاد عليها، وقد يستمر بعضها في جعلك تشعر بعدم الارتياح بغض النظر عما تفعله.
ضع خطة مطبقة
لسوء الحظ، قد يؤدي تغيير مكان العمل إلى الاضطرار إلى البحث عن عمل جديد، وقد يكون ذلك لأسباب خارجة عن إرادتك، على سبيل المثال، إعادة الهيكلة التنظيمية التي تؤدي إلى قيام الشركة بإلغاء منصبك أو قيام المدير بإحضار أفراده ليحلوا محلك، فما عليك إلا أن تبدأ في التحضير للتسريح بمجرد أن تبدأ همسات الانتقال، وقم بتفعيل خطتك عند الضرورة، ومن الأفضل أن تكون جاهزًا، وإذا كانت وظيفتك آمنة، لكنك قررت المضي قُدمًا على أي حال، يمكن أن تساعدك خطتك أيضًا في ذلك.
هذا المقال كتب بواسطة رامي فلمبان على منصة زد: https://bit.ly/2VI34ra